كيف يكون الحوار وسيلة لتعزيز قيمة المساواة في المجتمع؟
في عالم يتسم بالتنوع والتغيير المستمر تكون قيمة المساواة معيار رئيسي وشرط ضروري للحفاظ على استقرار المجتمع واستمرار التواصل بين أفراده.
والمساواة هي الاعتراف بأن لكل الأشخاص دور في بناء المجتمع وضمان العدالة في توزيع الفرص والحقوق دون النظر للخلفيات الدينية أو الثقافية أو السياسية وبعيداً عن الأحكام والتصنيفات الشخصية.
لماذا تعتبر المساواة قيمة أساسية من قيم الحوار؟
إن الحوار يقوم على الإيمان بأن هناك قيمة لما يساهم به كل شخص بغض النظر عن مكانته الإجتماعية أو نوعه أو عرقه إلخ. فالإختلاف في المكانة الاجتماعية أو في السلطة لا يؤثر على حق كل طرف في أن يكون صوته مسموعاً. لذا، فإن الحوار يفترض سعي الجميع للوقوف على قدم المساواة، مما يتطلب الانتباه لتأثير المكانة الاجتماعية والسلطة على علاقة الأطراف ببعض، ومما قد يتطلب أيضاً في بعض الأحيان تعويض الخلل في ميزان القوى بتدخلات محددة، منها على سبيل المثال إظهار اهتمام خاص بالطرف الأضعف.
كيف نقوم في شركة الحوار (سفراء الحوار) بتطبيق قيمة المساواة داخل الأنشطة الخاصة بنا؟
نحن في شركة الحوار نؤمن دائما بأن للجميع الحق في التعبير عن أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم وأنه لا توجد أفضلية لمشارك على مشارك آخر لأي اعتبارات دينية أو عرقية أو ثقافية، ونسعى دائما لتحقيق قيمة المساواة بين المشاركين من خلال إتاحة فرصة المشاركة للجميع ونقوم بتطبيق ذلك من خلال عدد من الإجرآت مثل:
– الدوائر: دائماً ما نرمز للحوار بالدائرة حيث أنها لا تحتوي على أضلاع ولا يمكننا تحديد نقطة معينة نستطيع أن نبدأ الدائرة منها وكذلك الأمر بالنسبة لنا في شركة الحوار فنحن دائما ما نجلس في دوائر خلال الأنشطة وورش العمل المختلفة حتى يشعر الجميع بأنهم متساوون ولا يشعر أي طرف بأفضية على الآخرين، كما تساعدنا الدائرة في الحفاظ على التواصل بين كافة المشاركين فالجميع يروا بعضهم البعض مما يعطي شعور عام بالإهتمام.
– رفض الأحكام المسبقة: نسعى دائماً في شركة الحوار إلى تحييد الأحكام المسبقة فنحن لا نوجه أية أسئلة للمشاركين تتعلق بخلفياتهم الدينية أو الثقافية أو الجندرية، كما نضع دائماً قواعد واضحة صارمة ترفض التنميط والحكم على آراء ومشاركات الآخرين حتى يتمكن الجميع من التعبير عن آرائهم وأفكارهم ومشاعرهم دون الخوف من مواجهة نظرات وتفسيرات الآخرين.
– الاهتمام بمشاركات الجميع: نرى دائماً أن كل شخص داخل الدائرة لديه ما يضيفه للآخرين لذا نطلب دائما من المشاركين توجيه الحديث للجميع وليس لشخص بعينه؛ حتى يشعر الجميع بأنهم معنيون بكل ما يقال داخل الدائرة.
– سياسات الحماية: نحاول دائماً تطبيق سياسات الحماية المختلفة حتى نضمن للجميع مساحات آمنة ومريحة يتمكنوا فيها من التعبير عن أنفسهم وأفكارهم دون خوف. أو قلق
– أدوات الحوار: نحاول دائماً خلال الورش مساعدة المشاركين على تجربة أدوات الحوار الخاصة بنا “الحضور للآخر، الاستماع النشط، الترديد، الأسئلة الاستكشافية” والتي تدعم قيمة المساواة في التواصل مع الآخر، ويمكنك التعرف على أدوات الحوار بشكل أكبر من خلال دليل الحوار الخاص بنا ومتابعة الأنشطة التي ننظمها على صفحاتنا الرسمية.
– العملية الحوارية : دائما ما نؤكد على أن الدخول في حوار لا يحتاج لترتيبات كبيرة ولكن يمكننا الدخول في حوار في أي وقت وأي مكان بشرط توفر النية المشتركة لدى المشاركين في الدخول في حوار والتزامهم بقيم الحوار ولاسيما قيمة المساواة، ونقوم بتطبيق ذلك في الأنشطة الخاصة بنا فترى فريق الميسرين الخاص بنا (سفراء الحوار) يجلسون في الدائرة مع المشاركين يستمعون ويشاركون مثل الجميع؛ فالحوار بالنسبة لنا رحلة تعلمية مستمرة.
كيف يمكننا تعزيز قيمة المساواة في المجتمع من خلال الحوار؟
كما ذكرنا فنحن نؤمن دائماً بأن الجميع لديهم ما يضيفوه بغض النظر عن النوع والدين والعرق والثقافة …الخ لذلك فنحن نرى أن الحوار أحد أكثر الوسائل فاعلية في نشر قيمة المساواة في المجتمع لأن الحوار يعتمد دائماً على احترام الشخص دون أي اعتبارات تصنيفية أو تميزية وإتاحة الفرصة للجميع من أجل التعبير عن أنفسهم واحتياجاتهم وأفكارهم بشكل متساوٍ، كما يؤكد الحوار على احترام احتياج كافة المشاركين والفروق الفردية بينهم؛ الأمر الذي سيساعد على تحسين جودة التواصل بين كافة أعضاء المجتمع.
ونحن في شركة الحوار مستعدون دائما لنقل تجربتنا في تحقيق المساواة من خلال الحوار لكل المنظمات والهيئات والكيانات والأفراد الراغبين في دعم نشر قيمة
المساواة بين أفراد المجتمع، ويمكنكم التواصل معنا من خلال صفحاتنا الرسمية والموقع الخاص بنا للتعرف بشكل أكبر على الخدمات التي نقدمها.
تمت كتابة المقال بواسطة: أحمد النجار
عضو في الفريق القومي لسفراء الحوار منذ ١٢٠٢ ومسؤل وحدة الإعاقة بشركة الحوار